والله زمان يا..زمالك!

23 سبتمبر 2015 الساعة 11:17 صباحا

 بعيدا عن المعتاد السياسي لـ"زاوية أمد" منذ انطلاقتها في شهر ابريل 2007، اخترت اليوم للكتابة عن نادي اعشقه الى درجة "الجنون الخاص"، بدأت رحلة "عشق نادي الزمالك" مبكرا جدا، وفي الثانية عشرة من عمري، قبل 53 عاما..رحلة لم تهتز يوما في حالة التوحد الوجداني مع ذلك النادي الذي أجبرني أن لا أغيب عن متابعته اينما ذهبت، ومهما كانت المسؤولية التي حملت، الزمالك دوما حاضرا..
رحلة العشق التي أفخر وأعتز بها بدأت مع بداية دخول التلفزيون ( اسود وأبيض) عام 1962 الى قرانا شرق مدينة خانيونس، بني سهيلا تحديدا، التي تضم مدرستنا الاعدادية، وفي طريق العودة للبيت توقفنا مجموعة من الطلبة الأصدقاء جدا، زميل الدراسة خليل الدغمة، ومحمود الزير امام "مقهى" يعرض مباراة لكرة القدم المصرية، معلقها الكابتن الأشهر في العالم العربي محمد لطيف، وأحد طرفيها نادي الزمالك، وقفنا خارج المقهي لعدم الوقوع في اشكالية "تلاميذ على المقهى" وقرب المدرسة، ما يمكن أن يعرضنا لعقوبات اخلاقية، كانت الجوانب الأخلاقية في السلوك والمسار آنذاك تحتل مكانة عالية جدا، لذا كان الرصيف هو المكان..
مجموعة لاعبين من المهرة الذين كان لهم الفضل الكبير في مسيرة "العشق الزملكاوي" لفتى لم تهتز يوما رغم كل الاخفاقات التي مرت عليه، بين سوء حظ وظلم حكام، وتسلط نظام في زمن لو انهزم منافسه لغضب الرئيس، الى جانب سوء الأداء في مرات وادارات كانت تحب وتكره ما ادخل "فتنة" بين لاعبين نالتهم "حظوة الرئيس - الادارة" وآخرين حرموا منها..
دلع أنتج خسارة سنوات، درس كان هو الأهم الذي استنتجه رئيس نادي الزمالك الحالي المستشار مرتضى منصور، بكل ما عليه من ضجيج وما له من حضور طاغ، وحب لنادي أعاد له خلال عامين هيبة نادي كاد أن يتحول ذكرى بطولات..
بداية العشق للنادي الأبيض بخطين حمر، مع لاعبين لو كان للزمن قدرة على استنتساخهم لكان زمنا من طراز فريد..حمادة يحيى الحرية إمام، والد الموهبة النادرة لعبا وأخلاقا حازم، على محسن ذلك القادم من اليمن لينقش اسمه بأحرف من نور قلما تتكرر بقدمه اليسرى، موهبة لم تأخذ نصيبها الاعلامي لاسباب غير رياضية، وعمر النور السوداني الجميل، رأفت عطية محمد رفاعي، يكن حسين احمد عفت واحمد مصطفى، احمد رفعت، ابورجيلة، والمدفعجي الذي كان يدخل الرعب لكل من سيقف بجدار للتصدي لضرباته الصاروخية عبده نصحي..والحريف الوسيم نبيل نصير ومعهم الدو وشاهين..وتتالت الأجيال من الموهبيين جدا، ولا ننسى الراحل ابراهيم يوسف الذي اختار اما لأولاده فلسطينية ابنة أحد رجل الثورة الفلسطينية..
في عام 2002 وخلال العدوان الأمريكي - الاسرائيلي على السلطة الوطنية، مؤسسات ورئيس بعد رفضه مخطط التهويد والعبرنة للقدس والمسجد الأقصى في كمب ديفيد - الذي يسير اليوم تحت سمع وبصر وهدوء أولى الأمر منا - لعب الزمالك والأهلي مباراة انتهت بهزيمة الزمالك بنتيجة قياسية 6 أهداف لواحد، لم ارها بشكل تفصيلي لأنني كنت أرقد الفراش بعد أعتداء أحمق ارتكبه أحمق، اتصل بي الاعلامي المصري الكبير عماد أديب مطمئنا على ما حدث، ولكن أهلويته الشديدة جدا، خلافا لشقيقه الصغير عمرو الزملكاوي جدا جدا جدا، جلبته لسؤالي عن شعوري، وأنا العاشق المجنون للفارس الأبيض الزمالك، بعد تلك الهزيمة خارج التوقعات، فقلت له انني شكرت الأحمق على اعتدائه علي فمنع ما قد يصيبني بأسوأ مما اصابني منه..قلت "رب حماقة نافعة"!
ولأن النتيجة لا تبرير لها، لجأت حينها للتاريخ لأجد ان الفارس الأبيض هزم الأهلي مرتين بنتيجة 6 أهداف لصفر في 1942 و1944، أليس من عاداتنا دوما مع الخسارة أن نعود للتاريح نسترجع ما لنا من أمجاد..امجاد يا عرب أمجاد..
مع قيادة مرتضى منصور للفارس الأبيض، عادت روح الزمالك التي عشقت، والتي استحق بها يوما ذلك اللقب الأشهر، نردده نحن "الزمالكاوية" لنغيض به الأصدقاء الأهلوية حتى ولو لم نفز ، زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة"..شعار ينطق موسيقى دون تدخل من أي موسيقار..مع مرتضى عادت تلك المدرسة مع عنصر مضاف رجولة وانضباط..
قبل اسابيع طلبت زيارة نادي الزمالك لأول مرة في حياتي، رغم زياراتي الدائمة لمصر، الوطن الأم والحنون  لأبناء فلسطين وقطاع غزة، منذ زمن الخالد ابو خالد جمال - والتقيت منصور ولم اجد خيرا من راية الوطن، علم فلسطين لتكون تعبيرا عن العشق للنادي الذي أحمل حبه بلا حدود طوال تلك السنوات..راية فلسطين كانت هي عربون زيارتي للزمالك..وعبر مرتضى عن عشقه لفلسطين وهو عشق مصر شعبا ودولة وقيادات، خاصة جمال عبد الناصر..وكان فخورا بمكالمة الرئيس محمود عباس له في احد البرامج..
ااااااه يا زمالك..ايها العشق الأبدي كم أحبك..وسابقى الى أن يكون للحياة قول آخر..مبروك فمبروك فمبروك عودة الألق لنادي الألق فنا وهندسة ومدرسة..ولا عزاء للآخرين!
ملاحظة: شعرت بفخر كبير عندما أعلن العالم المصري الكبير أحمد زويل انه منتج تعليم عبد الناصر المجاني وانه عاشق للزمالك..سعادتي تضاعفت لما جمعنا ...حب الخالد وعشق الزمالك!
تنويه خاص: فلسطين أنجبت علامات رياضية، الأبرز حارس مرمى فلسطين والأهلي مروان كنفاني الذي كان مستشارا للخالد ونائبا في أول مجلس تشريعي، والمدافع الصلب الأهلاوي فؤاد ابو غيدة والزملكاوي حسام السمري، لم ينل شهرة مروان وفؤاد..اسماء عاشت في ذاكرة اهل مصر واهل فلسطين!
 
بقلم : حسن عصفور
المصدر أمد الفلسطينية

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة